منتديات الفلسفة ( إبن رشد )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فلسفة ابن رشد

اذهب الى الأسفل

 فلسفة ابن رشد  Empty فلسفة ابن رشد

مُساهمة  Admin الخميس مارس 03, 2011 5:27 am

الفصل الأول :
حياة ابن رشـد
1126– 1198م
أولاً: اسمه وولادته:
هو أبو الوليد محمد ابن أحمد ابن محمد ابن أحمد ابن رشد, ولد في قرطبة سنة 520هـ, 1126م, في بيت جاه وعلم, فقد كان أبوه وجده لأبيه قاضيين(1)

ثانياً: علمه وخُلقه:
اشتهر بالطب والفلسفة والرياضيات والفلك، وكان فيلسوفا، طبيباً، وقاضي قضاة1169م(2) درس الفقه وأصوله، وكان نحويا، لغوياً، محدثاً بارعاً يحفظ شعر، وكان متواضعاً، لطيفاً، دافئ اللسان، جم الأدب، قوي الحجة، راسخ العقيدة، يحضر مجالس حلفاء “الموحدين” وعلى جبينه أثار ماء الوضوء.
وقد اقتدى بأبيه وجده بعلم التوحيد على مذهب الأشاعرة, والفقه على المذهب المالكي(3) . وقد توفي بمراكش سنة 595 هـ – 1198م (4).

ثالثاً: مقامه وخصائصه:
ابن رشد ذروة التفكير في العصور الوسطى :أنه أشهر فلاسفة الإسلام وأكبرهم بلا ريب فقد قال فبه جورج سارتون قال في كتابه المدخل إلى تاريخ العلوم:
"إن ابن رشد كان من أكابر فلاسفة الإسلام. ولقد أثَّر على فلاسفة أوروبا بفلسفته أكثر من أرسطو نفسه. ودون ريب، فإن ابن رشد هو مؤسِّس الفكر الحر: فقد فتح أمام علماء أوروبا أبواب البحث والمناقشة على مصاريعها؛ لذا فإنه أخرجها من ظلمات التقييد إلى نور العقل والتفكير".
"إن شهرة ابن رشد في عالم الفلسفة كادت أن تحجب منجزاته في الطبيعيات. على أن ابن رشد كان يُعتبَر في الحقيقة من أكبر الأطباء في عصره. فقد ألَّف نحو عشرين كتابًا في الطب، بعضها تلخيصات لكتب جالينوس، وبعضها مصنفات ذاتية، وقد تُرجِمَ أكثرها إلى العبرية واللاتينية؛ وأشهرها كتاب الكليات في الطب، وهو موسوعة طبية في سبعة مجلدات، ترجمه إلى اللاتينية الطبيب بوناكوزا من جامعة بادوا في سنة 1255م، وطُبِعَ مرات عديدة مضافًا إليه كتاب التيسير لابن زهر"(5).
ثم أنه أعظم الفلاسفة أثراً في التفكير الأوربي. حيث ان أرسطو نفسه لم يشغل العقل الأوربي كما شغله ابن رشد. وفهم ابن رشد لفلسفة أرسطو أكثر من فهم جميع الفلاسفة المسلمين الذين سبقوه, حيث عرف ابن رشد عدد من النقول لكتب أرسطو أكثر مما كان الفلاسفة المشارقة قد عرفوه. فوصل من خلال ذلك عن طريق المقارنة والموازنة بين النقول المختلفة إلى كثير من آراء أرسطو الصحيحة.
وخصائصه الأساسية أربعة:
1) إن حلمه في موقفه من الفلاسفة ساعد على خلق عبقريته . أي أنه ينظر إلى المسائل الفلسفية من نظرة الحجة والبرهان مهما كان دين أو عقيدة ذلك الفيلسوف, فالمهم هو مدى صحة ذلك البراهان على تلك المسألة الفلسفية.
2) اعتماده على العقل جعل آراائه وأحكامه واضحة.
3) الجمع بين الظاهر والباطن من الوحي حل لنا مشكلة الصلة بين الجانب النظري والعملي من الحياة.أي الجمع بين (الحكمة والشريعة) أمر متعلق بالفيلسوف الذي يأخذ من الدين ما يحتاج إليه ومن الفلسفة ما يحتاج إليه.
4) ان شروح ابن رشد على كتب أرسطو أدت إلى عداوة المسلمين المعاصرين له , واتهامه بالزندقه (الخروج من الملة). حيث ابن رشد كان معجباً بأرسطو لأنه وضع علم المنطق وعلم الطبيعة وعلم ما وراء الطبيعة , ثم ظن في أرسطو الكمال في العقل والعصمة في الرأي. وعندها تنبه الكثيرون إلى هذا الغلو من ابن رشد إلى شأن أرسطو(6).

رابعاً: نكبة ابن رشد:
لقي عند السلطان أبي يوسف يعقوب، الملقب بالمنصور، كل إكرام وتقدير حتى أصبح " سلطان العقول والأفكار، لا رأي إلا رأيه، ولا قول إلا قوله" ولكن هذا التقدير أوجد له خصوما وحسادا كثرا، اتهموه بالكفر والزندقة، مما اضطر السلطان إلى مسايرة الفقهاء. فنفى ابن رشد وتلامذته إلى قرية اليسانة اليهودية بعد أن أحرق كتبهم الفلسفية التي تبحث في الطب والرياضيات ( النكبة أو المحنة سنة 1195م). عفا السلطان عن ابن رشد واستقدمه إليه فأكرمه وقربه، ولكن الفيلسوف لم يهنأ بهذا العفو فأصيب بمرض لم يمهله سوى سنة واحدة.

أما أسباب هذه النكبة فمنهم من يردها إلى غضب الأمير على أبن رشد لوشاية من الحاسدين. ومنهم من يقول إن السبب الحقيقي لهذه النكبة هو موقف ابن رشد من سؤال طرح عليه في مجلسه عن ريح قيل إنها ستهب عاصفة كالريح التي أهلكت عادا وثمودا. فأجاب ابن رشد: " عاد وثمود ليسا حقا بنظري، فكيف بالريح التي أهلكتهما؟ " فضج المجلس من هذا الكفر، الذي يصل إلى حد إنكار ما ورد في القرآن. ولكن الأكثرية الساحقة من الباحثين تعتبر أن السلطان لم يكن مقتنعا بزندقة ابن رشد، وأنه لم ينكب الفيلسوف وجماعته إلا إرضاء للرأي العام الذي أثاره الفقهاء ضد ابن رشد وجماعته. ذلك أن أبا يوسف كان قد جاء إلى قرطبة لإعداد حرب ضد الإسبان فهو إذن بحاجة إلى التفاف الشعب حوله. ويعللون ذلك بسرعة رجوعه عن الحكم وتعريضه للإساءة(7).


خامساً: مؤلفاته ومقالاته:
وضع ابن رشد أكثر من خمسين كتاباً في مجالات مختلفة منها:
1) كتاب تهافت التهافت (وقد وضعه رداً على كتاب "تهافت الفلاسفة" لأبي حامد الغزالي)
2) كتاب الكليات.
3) كتاب الحيوان .
4) كتاب المسائل
5) كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد
6) كتاب مناهج الادلة
وله مقـالات كثيرة ومنها:
• مقالة في العقل.
• مقالة في القياس.
• مقالة في اتصال العقل المفارق بالانسان.
• مقالة في حركة الفلك.
• مقالة في القياس الشرطي(Cool













الفصل الثاني:
فلسفة ابن رشـد

الفلسفة والفيلسوف:
يعرف ابن رشد الفلسفة بأنها: فعلُ الفلسفة (التفلسف) ليس شيئاً أكثر من النظر في الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع. أي أنها عبارة عن التفكير في المخلوقات المؤدي إلى أن هناك صانع أي خالق أوجدها وأوجد النظم فيها(9).

الطب :
فهو قد وضع كتاب "الكليات" الذي يتضمن القانون لإبن سينا , ينحصر اهتمام ابن رشد في الطب بعلم التشريح، وآلية الدورة الدموية عند الإنسان، وتشخيص بعض الأمراض، ووصف بعض الأدوية لها. كما ذكر ابن رشد في عدة أماكن من مؤلَّفاته أن الجدري لا يصيب الإنسان أكثر من مرة واحدة؛ وهذا ما توصل إليه الطب الحديث. كما فهم فهمًا جيدًا وظيفة شبكية العين. وهناك قول مأثور عن ابن رشد: "مَن اشتغل بعلم التشريح ازداد إيمانًا بالله." (10).

ما وراء الطبيعة (الالهيات):
أولاً) الوجود (العالم والمادة والصورة):
والوجود هو كون الأشباء مطلقاً أي ضد العدم, بمعنى ان الوجود هو كل شيء مخلوق.والوجود نوعان: وجود معقول ووجود محسوس, أي أن الوجود المحسوس هو كل شيء ملموس محسوس لدينا كالمنزل, أما وجود المعقول فهو المتعلق بالنظريات كعلم المهندس بهندسة المنزل.
أما العالم : فهو الوجود بجميع أوجهه المتعددة والمتكثرة. أي أن ليس خارج العالم مكان ولا خلاء.والعالم ما هو عليه موجود بالضرورة بمادته وبصورته التي وصل في تطوره إليها. والعالم أزلي قديم , بمعنى أنه لم يكن هنالك زمن لم يكن العالم موجودا فيه ولكنه حادث اي ان له خالقاً(11).
أما المادة والصورة: أي ان لكل موجود (مخلوق) صورة ومادة, والمادة أزلية قديمة , والصورة هي المعنى الذي صار به الجسم موجوداً. فمثلاً صورة الطاولة هي التي تجعل من الخشب طاولة(12).


ثانياً: المكان والزمان:
المكان: سطوح الإجسام المحيطة بجسم ما . والحيز هو سطوح الجسم الملامسة لما يحيط بها.فيرى ان العالم ملاء كله وليس وراء العالم سطوح تجعل العالم في مكان ,والخلاء فيه غير موجود (أي أن العالم ملاء فأين أسطح العالم؟). أما الزمان فهو معنى ذهني لا وجود له على الحقيقة(غير محسوس)(13).

ثالثاً: الحركة:
ان للحركة محرك أول , وهذا المحرك الأول أزلي أوجد الحركة في العالم , فالفاعل للحركة هو الفاعل للعالم. أي أن الله الموجود الأزلي الذي كان علة العالم وحركته . والله لم يدفع العالم في الحركة ثم تركه, بل ان الله لا زال هو السبب لحركة العالم المستمرة. وبالتالي فالحركة أزلية لأن فاعلها أزلي, وهي أبدية لأن موجدها أبدي(14) .

رابعأ: العلل والأسباب:
العلل والأسباب بمعنى واحد أي الغاية من الوجود أو سبب وجودها (المخلوقات). وهي – العلل والأسباب – أربعة: المادة, الصورة, الفاعل, الغاية. فلكل موجودا علة (غاية) في خلقه أو إيجاده. وهذه العلل مرتبطة ومتصلة بعضها ببعض(مكملات لبعضها). فكل علة تصدر عن علة سابقة وهذا التعانق ينتهي إلى العلة الأولى وهي العلة الأزلية , والتي هي علة العلل والفاعل الأول للوجود وهي الله(15).

الروح والنفس والعقل:
الروح: هي الحرارة الطبيعية واهبة الحياة. وكان يجيب عنها حينما يسأل فيقول {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }(16)
النفس: هي ليست الروح ولا العقل وليست جسماً, وإنما هي ذات موجودة في الإنسان(صورة الجسم), تفارق النفس الجسد وتبقى بعده منفردة. وأما الجسد الذي سيُبعَث، فهو ليس عين الجسد الذي كان لكلِّ إنسان في الحياة، وإنما هو جسد يشبهه، وأكثر كمالاً منه.فالنفس تدرك الأشياء من خلال الحواس كما تبدو لنا, ولا تدرك حقيقة الأشياء لأن ذلك مرتبط بالعقل. فهي تبتعد عن البدن وتتعرى عن الشهوات, وان كانت زكية (مهذبة في الدنيا) تضاعف زكاؤها...وان كانت خبيثة زادتها المفارقة عن البدن لأنها تتأذى بالرذائل التي اكتسبتها في الدنيا وتشتد حسرتها لأنها لم تنال التزكية مع البدن .
العقل: إدراك الموجودات على حقيقتها. وهو على ثلاثة أنواع: العقل المحض والعقل الفعال والعقل المنفعل.
1) العقل المحض: هو العقل الواضع لإنظمة الموجودات ومرتبها وهو الله. (17).
2) العقل الفعال: هو العقل المثالي الناهض المفكر المبدع المتمثل بالفلاسفة.
3) العقل المنفعل: العقل الذي فينا والذي يدرك صور الموجودات في عالمنا(18).


الله وإثبات وجوده :
هناك تعريفان لإبن رشد حول الله الأول فلسفي ديني والثاني فلسفي:
• التعريف الفلسفي الديني: الله الصانع الخالق الأول الأزلي القديم الذي صنع كل الموجودات لحكمة, ووضع فيها نظام في حركتها. والوحدانية ذاتية في الله غير زائدةعنه. والله باقٍ غير مقيد ولا يتغير(19).
• التعريف الفلسفي: ان الله هو الموجودات كلها والمنعم بها. وشرح ذلك قائلاً: للموجود وجودان: وجود أشرف: هو خالق وجود الأخس (أي الله), ووجود أخس: المخلوقات(20).

لقد كان ابن رشد يريد من الجمهور عدم التعمق في الماورائية لأن ذلك خارج عن طاقتهم, وبعيد عن نفعهم. فقد أراد ابن رشد من الجمهور أن يعلموا أمر صفات الله وهي التي صرح بها الشع الحنيف.

أما إثبات وجود الله فذلك من خلال أمرين:
• دليل العناية: ان جميع الأشياء في العالم موافقة لوجود الإنسان كالشمس والقمر والهواء والنار وأعضاء الإنسان ... مما يدلل على أن موجد هذه الأشياء حكيم قادر.
• دليل الإختراع: ان جميع الموجودات مخلوقة( محدثة) ولا بد لها من مخترع أو صانع. وبما أن هذه الموجودات يعجز البشر أن يأتوا بمثلها إذن هناك مخترع أو صانع قوي أوجدها وهو الله (21).

الرسل والأنبياء:
له تعريفان: الأول ديني والثاني فلسفي:
التعريف الديني:أن في الناس إحساساً بأن الله يرسل رسلاً إلى عباده, فهذا الإحساس فيهم دليل على أن الله يرسل رسلاً .وأيضاً أن الأنبياء يضعون الشرائع بوحي من الله , وبالتالي لا بد من الاعتقاد بهم. فالايمان بهم جزء من العقيدة .
أما التعريف الفلسفي:النبوة أمر خارج عن طبيعة الإنسان. فالنبي عنده الفيلسوف الذي يأخذ على عاتقه محاولة إصلاح البشر(22). والمعجزة:تابعة للنبوة, تشاهدها العيون(كعصا موسى) أو تسمع بها الأُذن (كالقران), وهذه يعجز عنها الناس إلا المرسلون(23)

العالم:
العالم عند ابن رشــد:العالم ليس مُحدثاً حقيقياً ولا قديماً حقيقياً .فإن المحدث الحقيقي فاسد ضرورةً (يفنى في المستقبل, والعالم ليس من طبيعته أن يفنى أي تنعدم مادته). والقديم الحقيقي ليس له علة, والعالم له علة. إذن ان العالم محدث إذا نظرنا إليه من حيث أنه معلول (عن الله). العالم قديم إذا إعتبرنا أنه وجد عن الله منذ الأزل(24).


علم الله :
إن علم الله مخالفاً لعلم البشر: ان علم البشر مسبب للحوادث, أما علم الله فهو سببٌ للحوادث. ثم أن علمنا ناقص ومتأخر عن المعلوم. ولا يرضى ابن رشد بحال ان نقيس علم الله على علمنا أو ان نشبه إحدى العلمين بالآخر ولا من باب التمثيل.فعلم البشر محدث ومتغير بتغير الحوادث, وعلم الله علة المعلوم(25).

القضاء والقدر (الأفعال والخواص):
لا يوافق ابن رشد الرأي القائل: ان الانسان أُجبر على العمل منذ الأزل ثم تركت له حرية الاختيار في إتيان ذلك العمل (الأشعرية). يرى ابن رشد أن الشرع لم يقصد أن تكون الأفعال (للجماد والبهيم والإنسان) جبراً محضاً. وإنما مقصد الشرع الجمعُ بينهما على التوسط. وكل فعل يحصل في جسم ما لا يحصل إلا بإجتماع نوعين من الأسباب: نوع داخل الجسم نفسه(فيه استعداد للانفعال) , ونوع خارج الجسم(قادرة على الفعل).فمثلاً النار تحترق الخشب لا لأن النار تحرق وإنما أيضاً لأن الخشب فيه خاصية الإحتراق(26).

طبقات المجتمع:
ينقسم الناس إلى قسمين: صغيراً وكبيراً, أو خاصةً وجمهوراً غالباً. والطبقة الخاصة هم من أهل البرهان من الفلاسفة . وأما الجمهور فهم طبقات كثيرة منهم علماء الكلام ومنهم الغزالي بسبب قوله السخيف و ويفعل فعل الأشرار والجهال ووأنه يجاري عامة الناس ومضر للعامة ولإسلام أكثر من أعداء الإسلام ... .
ويميز طبقات الناس إلى ثلاثة أصناف:
1) الخطابيون: الذين يأخذون بالألفاظ ويميلون مع العاطفة.
2) أهل التأويل الجدلي: الجدليون الذين تمتعوا بشيء من الذكاء والعلم.
3) أهل التأويل اليقيني: أهل صناعة الحكمة ( الفلاسفة)(27)

الفلسفة والشريعة :
لقد كان هناك رأيان في الصلة ما بين الفلسفة والشريعة :
• الأشعرية والغزالي: إن الدين هو سبيل المعرفة الوحيد, والفلسفة قاصرة أو فاسدة وبراهينها عاجزة عن الدلالة على الحق.
• ابن سينا وابن طفيل وابن رشد: الدين للجمهور والفلسفة خاصة للحكماء. وان حصول الإختلاف بين الفلسفة والدين فعندها يؤول الدين ليوافق الفلسفة.
العلاقة بين ما يقرره العقل البرهاني وما تتفق به الشريعة، كل منهما يعبر عن الحق، والقضايا البرهانية العقلية هي حق، وما نطق به الشرع حق، والحق لا يضاد الحق بل يؤكده ويشهد له، أي ليس هناك تناقض بين الحكمة (الفلسفة) والشريعة. وابن رشد مرجعه النهائي العقل(28)



الخاتمة

لا شك أن ابن رشد هو أحد كبار الفلاسفة في الحضارة العربية الإسلامية. وقد ترك للإنسانية مآثر علمية جليلة استفادت منها بلاد الغرب التي تنعم الآن بحضارة راقية؛ إذ كان لابن رشد وغيره من علماء العرب والمسلمين فضلاً كبيرًا في بناء قاعدة تلك الحضارة. فقد استمد الغرب الكثير من التراث العربي الإسلامي – ذلك التراث الذي مازال طلاب العلم الغربيون ينهلون منه في جامعاتهم وفي مجالات بحوثهم ودراساتهم. وقد بحث ابن رشد كثيرًا في الفلسفة، ولكنه لم يهمل الحقول المعرفية الأخرى، فعكف على القراءة والكتابة؛ إذ يُروى عنه أنه لم ينقطع عن القراءة والكتابة إلا في ليلتين: إحداهما كانت يوم وفاة والده، والثانية كانت ليلة زواجه.



Admin
Admin

المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

https://philosophy.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى